vendredi 29 juillet 2011

ظاهرة الشمكارة في المغرب العداء للشعب الحلقة الاولى:"الشمكاربالكتابة"

عودة إلى "ظاهرة الشمكارة". لقد سبق منذ ما يزيد عن شهر أن أثرنا الانتباه في إحدى المداخلات المختصرة الى أن المغرب اليوم أصيح أمام"ظاهرة الشمكارة". وللتوضيح، فالشمكار هو الشخص الذي يستهزىء ويلحق الأذى بذاته والآخرين ووطنه؛ التحديد هذا يبرز لنا أن الشمكار شخص يعاني من أمراض يسيكولوجية وسوسيولوجية لا تحبد سوى الدرهم والمائتي درهم وكل أشكال الأوساخ. بناء على التحديد ذاك ،فالشمكارة فئات :الشمكار بالسيلسيون والميكة، والشمكار /الموظف،والشمكار /السياسي والشمكار /النقابي، والشمكار /الجمعوي، والشمكار /بالبرامج التلفزيونية، والشمكار /بالكتابة. لن نخوض لحد الساعة في مختلف فئات" ظاهرة الشمكارة"، بقدر ما سينصب اهتمامنا على ظاهرة"الشمكار/بالكتابة".فنظرا لأن هذه الفئة تعاني من درجة عالية من التخدير، إما بسبب الوعد بالتشغيل، أو بسبب الرشاوى أو بسبب قبول فتات الاسياد، أوبسبب الاقتناع بأن الحصول على الفتات ذاك هو حضارة وتقدم؛ لذا نجدهم يكتبون خبط عشواء جملا وفقرات ومقالات مضوعها بالأساس هو نقيض فئات المخزن والمتمثل في حركة 20 فبراير

ومعلوم أن "الشمكار بالكتابة" هو شخص خضع جهازه العقلي لكمية مهمة من التخدير الأيديولوجي فأصبح بذلك عبدا لفئات المخزن او قل بيدقا لهم لتوظيفه كلما أرادوا تشويه إرادة الحركات المناضلةوالتي هي بالذات حركة 20 فبراير. فقد نعث أحد هؤلاء الحركة ب"الشيطان الأكبر" في بعض الجرائد المغربية واصفا إياها ب"النيو-بوشية" ؛نتفهم حالة هذا الشمكار لأن كمية التخدير التي حقنوه بها كانت من القوة التي منعت جهازه العقلي من الاحتفاظ بوضعه العادي المتوازن الدي يمكنه من الرؤية والإستيعاب الصحيحين للواقع المغربي منجهة، والمفاهيم المعبرة عنه من جهة أخرى. فلم يعد بمستطاع ذلك الجهاز المتشمكر إلا أن يري الواقع مقلوبا كما هو الحال لباقي فئات الشمكارة؛ فمطالب حركة 20 فبراير مطالب تزكيها القوانين الطبيعية والوضعية التي هي قوانين ناضل عنها ودافع عنها واعتقل من أجلها وعذب من أجلها كل مناضلي العالم لا لشيء إلا لأنها عالمية، وليست عالمية إلا لأنها ترفض جرعات التخدير والاستبداد والاستغلال والاستعمار والامبريالية مدافعة عن كرامة الانسان وحقوقه وواجباته. ولا يمكن أن تكفل وتضمن هذه الكرامة وهذه الحقوق وهذه الواجبات إلا ببناء دستور تكون مرجعيته الشعب ولا أحد غير الشعب. وهذا هو ، شمكارنا العزيز، مطمح حركة 20 فبراير. فبناء الدستور على مستويي الشكل والمضمون يجب ان يكون بناء يخدم تلك الرامة ويحاسب كل من اعتدى على تلك الكرامة؛ ولا يمكن لأي شمكار بالفكر مهما كانت درجة "تشمكيره"، أن يتنكر لضرورة دسترة تلك الحقوق إذا استيقظ من كمية التخدير الدي تم تحقينه به. هذه الفئة من "الشمكارة بالفكر" شبههم أحد المناضلين الأمميين بأحد أشكال كلاب الحراسة؛ لذا فالواجب والمسؤولية الانسانية يقتضيان تعرية هذا النوع من "المكارة" والتذكير بكميات التخدير التي يتعرض لها جهازه العقلي ليصبح "شمكارا بالكتابة"،عدوا لحقوق وحرية وكرامة الشعب المغربي التي هي، في نظر "الشمكار داك، حقوقا طبيعية ووضعية لفئات المخزن ومحيطه، دون غيرهم؛ أو بلغة أخرى، فالقوانين تلك ، في نظر شمكارنا، تصف الشعب بالدونية وضرورة ممارسة الوصاية عليه من طرف المخزن ومحيطه لأن الله أوصى بذلك. هذا المغربي المقهور، الفقير ، المنسي العبد هو ما تدافع عنه حركة 20 فبراير؛ فهل هذا السالوك والمطالب النبيلة تسمى ب"النيو-بوشية" يا شمكارنا العزيز؟ ونظرا لأن الجهاز العقلي ل"شمكارنا بالفكر" يوجد تحت تأثير تتحكم فيه كمية جرعات التخدير، نوضح له، كمساعدة للفهم إن هو تمكن من ذلك، أن طبقة المقهورين التي تدافع عن حقوقها حركة 20 فبراير تضم الأطباء والمحامين والاساتذة إلى جانب المسحوقين الذين اعتبرهم شمكارنا العزيز بالكائنات الدونية؛ فهل حركة14 يناير في تونس ، و25 يناير في مصر، و20 فبراير في المغرب والبقية التي ما زالت تناضل وتطالب بحقوق شعوبها على الرغم مما تتعرض له من أشكال القمع، أليس من الخبث القول بأنها حركات "نيو-بوشية"؟ يا شمكارنا العزيز، كيف يمكن تقبل أن يعيش رجال ونساء المخزن ومحيطه حياة النعيم تعتبر مصاريفهم الخيالية عبئا على كاهل الشعب من تغدية من النوع الرفيع وحلي ولباس ومتعة ورفاهية ،في حين تعيش مثلا النساء المقهورات حافيات الرجلين والمعاناة من مجمل أشكال الأمراض وسوء التغدية وملابس السترة، متحملات ، على الرغم من كل ذلك، قساوة الظلم والإنتاج. فهل الدفاع عن حقوق هذا الانسان هو سلوك لاأخلاقي؟ ألم يخجل "شمكارنا بالفكر" عنما يصف مطالب حركة 20 فبراير بالفارغة ؟ فالعائلات المقهورة أنتجت شبابا شكلوا ما أصبح يسمى بحركة 20 فبراير كحركة مناضلة ستحرر الشعب المغربي من كل أشكال "الشمكارة" الذين سنتناولهم بالتحليل في أعمال مقبلة.

محمد بوجنال

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire